بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 30 مارس 2012

كلمة رئيس المجمع في بداية تظاهرة انطلاق اعمال المجمع


بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة رئيس مجمع الشيخ سيدي المختار الكنتي الثقافي الاسلامي في تظاهرة مرور 200سنة على وفاة الشيخ سيدي المختار الكنتي

الأستاذ : أحمد ولد باب أحمد ولد حم الامين

السيد مستشار وزيرة الثقافة و الشباب والرياضة
السيد مستشار وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي
السيد الأمين العام لرابطة العلماء الموريتانيين
السيد رئيس اتحاد الأئمة الموريتانيين
السيد الأمين العام لزاوية الشيخ سيدي المختار الكنتي
السيد رئيس هيئة سيدامحمد الكنتي
أيها الحضور الكريم

   باسم مكتب مجمع الشيخ سيدي المختار الكنتي، ومنتسبيه، أحييكم, وأقدم لكم الشكر الجزيل على تشريفنا بحضوركم الانطلاقةَ المباركة بإذن الله لهذا المجمع.

   لقد قامت مجموعة من الشباب الطامحين إلى الإسهام في نهضة موريتانيا العلمية وإشعاعها الديني والثقافي في المنطقة وخارجها بهذه المبادرة، اعتمادا على الله عز وجل ثم على ما نعرفه من استعداد فطري لدى أبناء شعبنا من تعلق بهويته العربية الإفريقية الإسلامية، وانكبابه على العلم وصنوف المعرفة، جعلت منه أحد الشعوب العالمة التي يشار إليها بالبنان.

   وسنسعى جاهدين لأن نتعاون مع كل المهتمين بالشأن المعرفي في البلاد وفي الإقليم، وخاصة الأساتذة الكرام الذين كان لهم فضل السبق في إحياء موروثنا العلمي والثقافي، بعد فترة طويلة من السبات. وحظُّنا عظيم في وجود عدد منهم بين ظهرانينا. ونسجل هنا الاعتراف بالجميل  لتلك الهيئات والتجمعات، التي يعود لها السبق في ارتياد هذا الميدان، وسنحاول أن نكون تكملة لجهدها المبارك وإضافة في مجال يحتاج كلّ الطاقات، بسبب تعدده وغناه وشساعة رقعة الأرض التي ينتشر عليها.

   إن واجبنا جميعا أن نسهم في إبراز الدور الريادي لثقافتنا بعد أن ابتعدنا عنها، ضمن الهجمة المسعورة التي شنتها القوى الاستعمارية علينا في محاولة تجريدنا من خصوصياتنا وموانع الهيمنة علينا، لنكون لقمة سائغة تُفترس دون غَصّة، ، فطَمَس ذلك فترة طويلة إشعاع المجال الشنقيطي الرحب، الذي شد إليه خلال القرون الأخيرة الطلبة والباحثين من جميع دول الإقليم وحواضره سواء في المغرب العربي أو في دول إفريقيا جنوب الصحراء، مصدّرا العلماء والدعاة؛ ومن ثم فلا غرو أن يكون هذا الفضاء اليوم قبلة الدارسين المسلمين والأجانب.

   وفي الوقت الذي تشهد فيه شعوب المنطقة صحوة غير مسبوقة بأهمية العودة إلى الثوابت الدينية والثقافية، والتشبث بالقيم الإنسانية لتكون مدخلا للنهوض، والتنمية البشرية والاقتصادية، يقع على كواهلنا جميعا عبء تعبئة طاقات علمائنا ومثقفينا وطلبتنا للدخول في عالم القرن الواحد والعشرين، بروح من التصميم والعزم على نفض غبار التخلف، واثقين من أنفسنا ومتشبثين بثوابتنا وقيم مجتمعنا المسلم، بروح من الانفتاح على جواهر قيم الآخرين، والتعاون معهم بعيدا عن الإلحاق والسلب الثقافي والقِيَميّ.
أيها الحضور الكريم

   لقد وضعنا في مقدمة اهتمامنا لتحقيق أهدافنا إقامة هيئة علمية للمجمع ستناط بها مهمة التخطيط والتحقيق وترتيب الأولويات والمهام في المجالات التي ستكون محور عملنا ومدار أنشطتنا ومنها: 

·       التعريف بالعلماء والمشائخ والأدباء، وآرائهم ومناهجهم في الإفتاء والتربية والتركيز على التكامل بينهم في نشر الإسلام، والتعريف بالحواضر والأماكن والمدارس التي نحتت الشخصية الإسلامية العربية الأفريقية لموريتانيا، وإبراز دور الحيز الشنقيطي الواسع. وضمن ذلك: التعريف بفكر الشيخ سيدي المختار الكنتي في كافة العلوم التي ألّف فيها ودرّس وأجاز، كالتفسير والحديث والفقه والسيرة واللغة العربية والنحو والصرف، وإبراز دور مدرسته في نشر الدعوة، ومنهجه في العلاقات بالعلماء والطلبة والملوك والأمراء والرؤساء، وإدارة الخلافات والصراعات.
·       تقوية النسيج الاجتماعي من خلال تعزيز أواصر اللحمة الوطنية المبنية على المرجعية الدينية والمواطنة والتاريخ والجغرافيا، والمصير المشترك.
·       العناية بالمؤسسات الإسلامية (المساجد والمحاظر والمكتبات والمدارس الدينية) وتأهيلها ودعمها، والاهتمام بجمع التراث المكتوب والمروي وصيانته وتحقيقه ونشره.
·       المساهمة في تجديد المناهج والبرامج التربوية، وذلك بانتقائها من التراث الثقافي الوطني

هذا وسيسعى المجمع إلى:

·       إطلاق موقع على الشبكة العنكبوتية من أجل التعريف به وباهتماماته ونشاطه، ولتبادل المعلومات مع الفاعلين في الحقل الثقافي على المستويين الوطني والخارجي.
·       تنظيم دورات تدريبية للشباب في مجالات صيانة التراث، وكذلك تعليم التقنيات الجديدة .
·       إصدار مجلة فصلية.
·       الإسهام في إثراء الساحة الثقافية الوطنية بالندوات الفكرية والمناظرات المتنوعة وإحياء المواسم الدينية.
·       السعي لإقامة معهد لتدريس العلوم العربية والشرعية اعتمادا على المنهج المحظري، المشبع بالعلوم العصرية. 
·       تبادل الخبرات والتجارب مع كل العاملين في الحقل الثقافي.
·       السعي لإحياء سُنّة التكافل والتعاضد كما كانت قائمة ضمن المجتمع الأهلي عبر الدهور.
   

والسلام عليكم ورحمة الله


نواكشوط  في 7 ربيع الأول 1433 – 30 يناير 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق