بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 23 يوليو 2012

تاريخ الطريقة القادرية في المغرب


تاريخ بدء الطريقة القادرية في المغرب/ سيدالمختار الكنتي

بالرغم من أن منطلق الزاوية القادرية الكنتية كان في المغرب الأوسط ( الجزائر حاليا ) منذ عهد الشيخ / سيدي عبد الرحمن الثعالبي ، مرورا بالشيخ / سيدي محمد بن عبد الكريم المغيلي ، والذي كان له الفضل الكبير في الإنطلاق بالطريقة في آفاق جديدة شملت الصحراء الكبرى وبلاد السودان ، ابتداء من منطقة توات - في جنوب الجزائر حاليا - إلى إمبراطورية الصنغاي وعاصمتها قاوه في عهد الأسكيا الحاج / محمد توري الكبير ، إلى بلاد الهاوسا في دولة نيجيريا الفدرالية الحالية .

وعن أسبقية الوجود القادري في المنطقة يقول الباحث المصري . د / عبد الله عبد الرازق إبراهيم ، في كتابه القيم (( أضواء على الطرق الصوفية في القارة الإفريقية )) يقول :

" ... كانت الطريقة القادرية أول طريقة منظمة دخلت مراكش (( يعني المملكة المغربية )) من خلال العالم المراكشي المشهور : أبي مدين الغوث منذ 1198 م الذي قابل مؤسس الطريقة الشيخ / عبد القادر الجيلاني في بغداد بعد أداء كل منهما فريضة الحج ... " أ . هـ .

إلاً أن الإنطلاقة الثانية للطريقة القادرية في المنطقة عموما كانت بجهود أحد تلامذة الشيخ/ المغيلي وهو : سيدعمر الشيخ الكنتي والذي جاب المنطقة - مرافقا لشيخه المغيلي أولا - طولا وعرضا في رحلات دعوية لا تنقطع قادته إلى المشرق ، والمغرب ، ثم بعد أن تولى مشيخة الطريقة القادرية بعد وفاة شيخه المغيلي انطلق يجوب هذا النطاق الجغرافي الممتد من حوض نهر النيجر وبلاد السودان جنوبا إلى أقصى شمال بلاد المغرب داعيا الناس إلى مباديء الدين الحنيف ، ومربيا الأجيال على مباديء طريقته القادرية البكائية الكنتية ، وظل كذلك حتى توفاه الأجل المحتوم ، وصعدت روحه الطيبة الطاهرة المطمئنة إلى بارئها في واحدة من هذه الرحلات الدعوية بالقرب من ( بلدة آقا ) في الجنوب المغربي .

ولا نشك في أنه ظل هناك منذ ذلك الوقت ، بل وقبله وجودا للطريقة القادرية في المغرب الأقصى بدليل النص التاريخي الذي أستشهدنا به أعلاه .

إلاَّ أن الوجود القادري في بلاد المغرب الأقصى تعزز ونمى مع مرور الأيام وتلاحق الأحداث ، وتعاظم بصورة مطردة حتى دخلت الطريقة القادرية الكنتية في القصر الملكي نفسه في عهد الملوك العلويين الكرام في القرن التاسع عشر الميلادي .

ويبدو أن ذلك كان بفضل المجهود الدعوي المتميز الذي بذله الشيخ/ سيد المختار الكبير الكنتي الفهري ( 1730 - 1811 م . ) والذي كان عهده الميمون من أزهى العهود التي عرفتها القادرية في المنطقة ، فقد أثمرت جهود الشيخ / سيد المختار أنتشار الزوايا الكنتية في القطر المغربي كله .

وذكر المرحوم العلامة / محمد النوني - طيب الله ثراه - العديد منها وسنتطرق لبعض منها هنا على سبيل المثال لا الحصر .

1-- الزاوية المختارية الكنتية ، في مدينة رباط الفتح ، العاصمة .
ومؤسسها هو : ابن يعقوب/ الحاج محمد الرباطي ، وتوفي هذا الشيخ حوالي 1888م .

وكان من أعلام هذه الزاوية المشهورين ، الشيخ الجليل / محمد بن أحمد بن علي الأندلسي ، ثم الرباطي ، وكان من أهل العلم والمعرفة وكانت له دروس علمية يلقيها في الزاوية وقد أمها الكثيرون من أبناء المغرب .

2 -- والزاوية المختارية الكنتية في مدينة مراكش وكان من أعلامها الشيخ الفاضل / عبد الخالق بن احمد المراكشي ، وكان هو أيضا من أهل العلم والتربية وكان يلقي في الزاوية دروسا علمية ، وفقهية اجتذبت الكثير من طلاب العلم والمعرفة في المنطقة.

3 -- الزاوية القادرية الكنتية في حي صدراته بمدينة مكناس
ومؤسسها هو الباشا / عبد الله بن أحماد البخاري السوسي ، وقد سافر الباشا خصيصا إلى تمبكتو حاضرة إقليم أزواد - شمال مالي - لكي يأخذ ورد الطريقة القادرية الكنتية من الشيخ / سيد المختار الكنتي الصغير وبعد وصوله إلى تمبكتو - حيث مقر الزاوية حينذاك - أخذ الورد القادري الكنتي لنفسه وللسلطان سيدي محمد الرابع ابن مولاي عبد الرحمن ، كما أخذ الباشا ورد الطريقة - كذلك - لبعض وزراء السلطان مولاي سيدي محمد الرابع ، ثم قفل راجعا إلى موطنه المغرب .

4 --الزاوية القادرية الكنتية في اسطات ،
وقد أسسها الحاج الشيخ / العربي العبدوني الشاوي واشتهرت الزاوية في عهده بنشر العلم والمعرفة في منطقة الريف المغربي وشمال القطر عموما وكانت الزاوية في عهده قبلة للطلبة المتعطشين للعلم والعرفة والتربية الروحية الصافية ،
وكان تاريخ وفاة الشيخ / العبدوني - تغمده الله بواسع رحمته وعظيم مغفرته - حوالي ( 1892 م )

ومن أهم أعلام الطريقة في المغرب :

وربما من تكملة الفائدة ذكر بعض أعلام الطريقة القادرية الكنتية في بلاد المغرب الأقصى ، ونذكر منهم - تغمدهم الله بواسع رحمته وعظيم مغفرته - :
1 --العالم الجراري : يحي بن عبد الله بن مسعود البكري ، والتوفي (1844م )

2 --والفقيه ابن دحو : محمد بن أحمد الأزموري المتوفي في ( 1868م )

3 -- والبربوشي : البشير بنعبد الحي الصحراوي دفين مراكش (1874م )

5 - والعربي الهاشمي العزوزي الزرهوني الفاسي.

6 - والشيخ المجاهد /عابدين بن سيدي محمد الكنتي توفي في الجنوب المغربي بالقرب من قليميم ( وهو من أحفاد الشيخ / سيد المختار الكنتي الكبير ، وجاء إلى المغرب مجاهدا ثم استقر به الحال بسبب احتلال الفرنسيين لموطنه أزواد ) .

7- والشيخ / سيدي بوبكر ابن المجاهد / عابدين الكنتي ( وهو أيضا من أحفاد الشيخ / سيد المختار ) توفي في منطقة أولاد جرار ، في الجنوب المغربي .

كانت تلك الثلة من الأعلام الميامين .. والشيوخ المباركين هي من حمل مشعلة الدعوة القادرية الكنتية في منطقة المغرب الأقصى وقد لقيت الطريقة القبول الحسن وأنضم إليها الكثير من الأحباب المربين والمعلمين والمصلحين في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين وكان لهم الكثير من الأتباع ، والمريدين من مختلف شرائح المجتمع المغربي - ملوك .. وأمراء .. ووزراء .. وأهل يسار .. وعلماء .. وفقهاء .. وأدباء .. ومواطنين عاديين - وكانت لهم زوايا - كما بينا - في جهات المغرب الأربع ، وقد سعوا جميعا إلى نشر السلام .. والطمأنينة .. وإشاعة روح التسامح .. والمحبة بين الجميع .. والأمن النفسي .. والروحي بين الناس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق