بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 28 يوليو 2012

أهمية المخطوطات والمدن التي احتضنتها/ الاستاذ/ السيد بن بيلا


أهمية المخطوطات والمدن التي احتضنتها/ الاستاذ/ السيد بن بيلا 
وهذه المدن أو المراكز هي
1. قــــــــــاوه عاصمة امبراطورية الصنغاي والتي تأسست في القرن الثاني الهجري
2. وجـــــــني التي تأسست في القرن الثالث الهجري ولكنها لم تصبح مدينة إسلامية إلا في القرن السادس الهجري
3. ثم تمبـــكتو جوهرة الصحراء التي تأسست في القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي لكنها برغم تأخرها عن جارتيها قامت بأكثر الأدوار أهمية في ازدهار الحياة العملية، والثقافية، والاقتصادية في كافة مناطق بلاد السودان ، ربما بسبب وقوعها عند نقطة نهاية الطرق القادمة من بلاد المغرب الأقصى، البلد الأكثر تأثيراً في هذه المناطق – ووقوعها شمال النهر على حافة الصحراء – هذه الصحراء المعطاءة التي لم تشكل يوما عائقاً أو حاجزاً يحول دون انسياب ، وتدفق الخير والنماء ، والبضائع ، ورواد الثقافة، والفكر، والدين ، بل كانت الطرق التي تشقها – منذ قرون موغلة في القدم – من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، والآبار العذبة المترامية على جنباتها - كانت خير معين لتدفق المؤثرات الفكرية ، والروحية ، والاقتصادية من خلال تجارة القوافل ، والتجار الذين تملؤهم الجرأة وحب الاستكشاف ، والبحث عن الربح الطيب ، وأكتشاف المجهول ، وقد تأسست محطات تجارية عند نهايات هذه الطرق والدروب 
وأصبحت مناطق جذب ارتادها الفقهاء ، و العلماء، والدعاة من كل البلاد الإسلامية ؛ من المشرق ، والمغرب ، بل وحتى من بلاد الأندلس ثم ما لبثت أن تحولت إلى منارات علم وهدى ، ومراكز للإشعاع الفكري ، والثقافي ، وشكلت نقاطا مضيئة في خريطة المنطقة ، للازدهار الاقتصادي والتطور الإجتماعي المطرد لقرون عديدة
ومن أسباب هذا الإنسياب :- 
ما وفره ملوك وحكام وسلاطين البلاد من جو آمن، واحترام وتقدير خصوا به أهل العلم والمعرفة ، وخاصة في عهد سلاطين مالي العظام أمثال منسي موسى (1321/1337م) صاحب أشهر رحلة حج في التاريخ ، ومنسي سليمان (1314/1360م) ، كذلك فعل ملوك إمبراطورية الصنغاي، في عهد الاسكيات العظام أمثال الأسيكا الحاج محمد توري ، الذي كان يتمتع بموهبة فائقة في التنظيم السياسي ، وعاطفة دينية جياشة ، وما كان يبديه من احترام ، وتقدير فائقين للدين الإسلامي ، والعلوم الشرعية ، وما تمتع به الفقهاء والعلماء وتجار الشمال من مكانة مرموقة في بلاطه الأمر الذي ساهم بشكل ملحوظ في تطور الحركة العلمية والثقافية في عهده الميمون
وتحدثت المصادر عن ازدهار التجارة بين مدن العقفة وبلاد المغرب وأنها مرت بمراحل متصاعدة ، ابتداء بالتجارة الصامتة التي ذكرها هيرودوت في العصور القديمة ، ثم مبادلة سلعة بأخرى ، ثم استخدام الودع ، وقوالب الملح كعملة مقابل الذهب غير المصنع وغيره من سلع الجنوب ، ثم استخدمت الصكوك في مرحلة لاحقة والتي لا تختلف كثيرا عن الشيكات المعروفة في وقتنا الحالي ، الأمر الذي يؤكد أن المعاملات التجارية بين المنطقتين في ذلك الوقت كانت على درجة عالية من التقدم ، ومواكبة العصر.
وقد شكل الملح والذهب ، والخيل ، والأسلحة ، والأقمشــة الحريرية والقطنية ، عاج الفيل وريش النعام ، وثمرة الكولا ، والبهارات ، والحلي المصنعة في حوض المتوسط ..الخ شكلت هذه السلع عصب التبادل التجاري بين ضفتي الصحراء ، ولكن الكتب كانت أغلى هذه السلع جميعا إبان نهوض وأزدهار الثقافة العربية في البلاد ، وأكثرها ربحا ، ولاحظ هذه الظاهرة الكثير من الرحالة الذين زاروا منطقة منحنى النهر، ودونها والمؤرخون الذين كتبوا عنها
إذن فالحركة الفكرية ، والنهضة العلمية والثقافية التي عرفتها المنطقة في القرون الوسطى ، كان من أسبابها ، ما وفره الحكام ، والملوك ، من جو مفعم بالأمن ، والاستقرار إضافة إلى التقدير، والاحترام الفائقين اللذين كان يحظى بهما الفقهاء ، والعلماء والدعاة – كما أسلفنا – كل هذا دفع بالكثير من النخب المثقفة في المشرق ، والمغرب ، وبلاد الأندلس دفع بهم إلى أن يتوجهوا نحو هذه البلاد التي نعمت برخاء اقتصادي زاهر ومستوى معيشة طيب ، فكان لهذه الظروف مجتمعة الفضل الأكبر في خلق جو علمي حر، وجذاب في مدن منحنى النهر، فانتشرت المدارس ، والجامعات، فكانت جامعة سنكري ، وجنقربير، ومئات المدارس ، حتى أحصت بعض المصادر أكثر من مائة وثمانين مدرسة (180) في تمبكتو وحدها ، وذكر المؤرخون وجود حوالي أربعة ألاف ومائتي فقيه (4200) وعالم في مدينة جني أثناء إسلام مليكها في القرن السادس الهجري
وكان العلماء والفقهاء والصلحاء يؤسسون المكتبات الخاصة في بيوتهم ، وفي دور التعليم، وفي الجوامع وفي أحيائهم المتنقلة ، ويحملون كتبهم على ظهور الجمال أثناء ظعنهم ، وكذلك فعل بعض الملوك والسلاطين حيث أسسوا مكتبات بقصورهم الملكية التي زخرت بالكتب القيمة ، والمخطوطات النفيسة في شتى الفنون ، والمعارف، وتذكر المصادر قصة الملك الأسكيا داوود الذي كان مولعاً بالكتب شغوفا باقتنائها ، فكانت له مكتبة ضخمة تعج بالكتب النادرة والثمينة ، وكان له نساخ ينسخون له المخطوطات النادرة ، وقد بلغ شغفه بالكتب أنه اشترى قاموسا بمبلغ ثمانين مثقالا منن الذهب الخالص
ويذكر العلامة أحمد بابا التمبكتي في هذا السياق: "أنا أقل عشيرتي كتبا نهب لي ألف وستمائة مجلد". 
وكان الشيخ العلامة سيد المختار الكبير الكنتي يرسل مع كل قافلة تمر ( بحلته ) إلى بلاد المغرب يرسل معها من يشتري له الكتب التي يحتاجها من هناك ، كما راسل الملوك ، والأمراء والعلماء ، ومريديه من أتباع الطريقة القادرية في بلاد المغرب الأقصى لتزويده بما يطرأ عندهم من كتب ، ومؤلفات ، بل وراسل الشيخ مرتضي الزبيدي لهذا الغرض وغيره ، وكذلك فعل أبناؤه ، وأحفاده من بعده حيث نجد مراسلاتهم للملوك والسلاطين والأمراء في البلاد الإسلامية وفي أغلبها نجد طلبات للكتب وغيرها مما يتبادل بين العلماء والأعيان
ويؤكد ما تزخر به المنطقة في الوقت الحالي من مصادر مخطوطة أن المنطقة عرفت معظم المؤلفات المعروفة في البلاد الإسلامية حينذاك ، وقد تحدث من كتبوا عن الحركة الفكرية في المنطقة ، عن ضخامة الموروث الثقافي والفكري الذي تركه أعلام تلك الحقبة من العلماء وأنهم أثروا الحياة العلمية ، والثقافية ، وأضافوا إضافات متميزة إلى المكتبة الإسلامية عموما حيث ألفوا وكتبوا بكل ميادين العلم والمعرفة ، كالتفسير وعلوم القرآن والحديث وعلم المصطلح ، والفقه ، وأصوله وفي علم البلاغة والبيان ، وفي التاريخ ، والتراجم ، والسير والرحلات ، والجغرافيا ، وفي الطب ، والفلك ، والحساب ، والهندسة ، والكيمياء ، وفي علوم التصوف والزهد والأسرار وغير ذلك
ومن الأسر التي اشتهرت بالعلم والتأليف والإنتاج العلمي الغزير في المنطقة ، آل آقيت الصنهاجيين، وأهل السوق، وإيقلاد ، والأسر الفلانية ، وآل بغايغو الونقاريين ، والأسر الأروانية ، كأسرة الشيخ سيدي علي بن شعيب الحسني ، وأسرة سيدي أحمد أق آده ، وأهل بوجبيهة ، وأسر الأنصار والكنتيين وغيرهم ...الخ
ومن هذه البيوتات العلمية بعض الأعلام العظام الذين تركوا موروثا علميا ضخما تفخر به المكتبة الإسلامية، كالعلامة أحمد بابا التمبكتي الذي ترك ما يصل إلى ستة وخمسين مؤلفاً (56)، والعلامة الشيخ سيد المختار الكبير الكنتي الذي ترك هو أيضا أكثر من ثلاثمائة وأربعة عشر مؤلفاً ( 314 ) ، وآلاف الرسائل والفتاوى والقصائد والتي ما زال أغلبها مخطوطا، بل ومجهولا عند الكثيرين من المهتمين بالتراث العلمي في المنطقة
ويلاحظ هنا أن منطقة منحنى النهر كانت بحق قبلة لطلاب العلم والمعرفة من شتى بقاع غرب أفريقيا، من الإمارات الإسلامية التي قامت حول حوض نهر السنغال ، وبلاد الفوتا ، ومن إمارات الهوسا والبرنو، وكانم
وقد لوحظ استقرار أغلب القادمين إلى المنطقة من الشمال ، والجنوب ، ومن الشرق ، والغرب ، في البلاد وتصاهرهم مع السكان المحليين فكونوا بذلك مجتمعا رائعا مثل أجمل أنواع التعاون بين الأجناس والشعوب ، الأمر الذي ساهم بالنصيب الأكبر فيما عرفته البلاد من نهضة علمية وثقافية رائعة ، ويقول آدم عبدالله الألوري في هذا السياق
" ولما ارتكز بمدينة تمبكتو - يقصد العلم - رجع الناس إليها في طلب العلم ، إذ أنها أقرب إليهم من غيرها ، فارتادوا ديار العلم بها حتى نبغ منهم عدد كبير من أهل العلم ، وعند ذلك اكتفوا بما في بلادهم ، وصاروا لا يطلبون العلم إلى سواها ، ولا يحتاجون إلى غير مؤلفات علمائها من الراسخين في العلم" . 
إذن فقد أنجبت المنطقة علماء وفقهاء أغنوا العلوم الشرعية والأدبية بما أنتجته عقولهم النيرة من ثمرات علمية طيبة ، كما ، ربوا أجيالا حملت على مدى قرون عديدة مشعل النهضة العلمية ، والثقافية ، والحضارية في المنطقة حتى أصبحت اللغة العربية ، والثقافة العربية الإسلامية ، إلى جانب الدين الاسلامي المظاهر الأساسية لوحدة المجتمع في سائر منطقة الصحراء ، وبلاد السودان ، فأصبح الأهالي يستظلون بمظلة حضارية واحدة ، ولهم مرجعية عقائدية ، وثقافية واحدة، مما ساهم في تجانس المجتمع واستقراره على مدى الفترة ما قبل الإستعمار الأوروبي ..
ولا شك أن ما تزخر به مكتباتنا الأهلية ، وما تراكم في جنبات مراكزنا العامة والخاصة من وثائق نادرة ، ومخطوطات قيمة ونفيسة أصدق دليل على ما أسلفنا ، ولا شك أن المخطوطات تمثل الجانب المهم من التراث ، والجانب المعرض في نفس الوقت للضياع والتلف إن لم نكرس طاقاتنا ، وإمكانياتنا لنجدتها ، ونبذل الوقت والجهد في البحث عنها وجمعها وصيانتها والحفاظ عليها ، قبل أن تعصف بها عوامل الطبيعة من أمطار، وتصحر، وأرضة وسوء تخزين... الخ
ويلاحظ أن تقدم أي شعب مرهون بإيمانه بعناصره الذاتية من خلال المحافظة على تراثه الفكري ، والثقافي ، والحضاري ، والنهوض عند كل المجتمعات البشرية في الماضي والحاضر مرتبط بإحياء العناصر الحضارية الخلاقة في ثقافة أي شعب أو مجموعة ، ونحن في هذه البقعة من العالم الإسلامي ، نفخر ونعتز بتراث هائل من المخطوطات ورثناه عن أسلافنا في مختلف العلوم ، والمعارف ، يعد بحق إضافة متميزة إلى ما أنتجه العقل البشري النير عبر مسيرته التاريخية المظفرة ، ولكن الذي يؤسف له حقيقة ما لقيه هذا التراث من الإهمال ، والتهميش ، وعدم الاكتراث من أهله ، وممن يفترض فيهم الاهتمام والعناية به ، حتى تنبه له أخيرا مجموعة من الباحثين الأجانب فشرعوا في توعية الناس على أهميته ، ودعوا إلى تكوين جمعيات أهلية للحفاظ عليه ، والنهوض ، والتعريف به بين الناس ..الخ .

إن أهمية مخطوطات منطقة منحى نهر النيجر ترجع إلى أن الدراسات والبحوث الميدانية أثبتت أن هذه المنطقة تعد من أغنى المناطق في غرب القارة بالمخطوطات العربية القيمة ، وقد ذكر بعض المهتمين بهذا الحقل أنها تتجاوز عشرات بل مئات آلاف الكتب المخطوطة وعشرات اللآف من الرسائل والوثائق ، والعقود ، والصكوك القديمة ، ولا غرابة في ذلك فقد حصل تراكم هائل للكتب في المنطقة لأسباب كثيرة ذكرنا أغلبها في بداية المقالة ، فقد تمتع الكتاب في نهضة هذه المنطقة بالنصيب الأوفر من الإهتمام لدى العامة والخاصـــــــة .
وأغلب هذه الثروة الضخمة من الكتب المخطوطة الموجودة بين أيدينا الآن هي نتيجة لما تركه الأجداد للأولاد والأحفاد مما تراكم في تلك الحقبة الزاهرة، وقد احتفظت الأسر العلمية بأغلب هذه الثروة بالإضافة إلى مؤلفات العلماء والفقهاء المحليين الذين أثروا بدورهم المكتبات المحلية ، والأفريقية بتأليف قيمة ومتميزة
وسنذكر في هذا السياق الأماكن التي مازالت تحتضن المخطوطات العربية في المنطقة موضوع البحث ، ونستعرض بعض البيوتات العلمية التي لها منتوج علمي ، ومازالت تحتفظ وتهتم بالكتاب المخطوط وتحتفظ بالوثائق التاريخية النادرة ..
لا شك أن المخطوطات والوثائق العربية في المنطقة أكثر المنظم منها والمتيسر للباحثين ذلك الموجود في مركز أحمد بابا التمبكتي للوثائق والمخطوطات ، والذي يضم الآلاف منها ، بالإضافة إلى مكتبات أهلية موجودة بمدينة تمبكتو نفسها مثل مكتبة مما حيدره للمخطوطات ، ومكتبة آل محمود كعت ، ومكتبة الزاوية الكنتية ، ومكتبة الشيخ محمد محمود الأرواني ومكتبة الأئمة في مسجد جنقربير، ومسجد سنكري ، ومسجد سيدي يحي التادلي، وبعض المكتبات الأهلية في القرى والمداشر التابعة لتمبكتو
هذه إذن نماذج لبعض المكتبات الأهلية في المنطقة التي تزخر بآلاف الكتب المخطوطة ، والوثائق التاريخية النادرة وهذه المخطوطات أغلبها محفوظ في صناديق من الحديد والخشب ، وهي طريقة سيئة تؤدي في الغالب إلى إلحاق الأضرار الجسيمة بالمخطوط وبعضهم يحتفظ بمخطوطاته في أوعية مصنوعة من جلود الأنعـــــــــام
تُجَلد هذه الكتب غالبا بنفس الجلود المدبوغة مع إدخال بعض القطع من الورق المقوى – إن وجد – في عملية التجليد بقصد توفير حماية أكثر للكتاب من مخاطر البلل والندى وما يمكن أن يتعرض له الكتاب من مخاطر أثناء عمليات التخزين والنقل
بعض المخاطر المهددة لمخطوطات المنطقة
وقد تعرضت هذه المخطوطات في الماضي للنهب والسلب أثناء اجتياح المستعمر لبلادنا، وكذلك تعرضت فيما بعد للنهب والتهريب المنظمين إلى الخارج على أيدي سماسرة المخطوطات النشطين جدا في المنطقة، وخاصة أثناء كوارث الجفاف التي مرت بها البلاد في الأعوام: 72/73/1985م
هذا إضافة إلى عمليات الحرق والإتلاف أثناء الحروب الأهلية التي عصفت ببلادنا في العقدين الآخرين من القرن الماضي ، زد على ما تقدم المخاطر التلقيدية المتمثلة في حشرة الأرضة والحر والرطوبة، والأمطار وسوء التخزينالذي أشرنا إليه سابقا – وكوارث الجفاف ، والتصحر، والنقل المستمر من مكان إلى آخر أثناء عملية الترحال عند الأقوام الرحل ، الأمر الذي يلحق الضرر البالغ بالمخطوطات القديمة التي تحتاج دائما إلى الكثير من الرفق، والمحافظة وبرغم كل ما سبق ذكره فإن هذه المنطقة كما لاحظنا ما زالت تزخر بمكيات ضخمة من المخطوطات والوثائق التاريخية المهمة المكتوبة باللغة العربية
ونحن من خلال هذه المساحة البسيطة التي أتيحت لنا لعرض هذه النبذة المتواضعة ، ندعو الأخوة المهتمين بالحفاظ على التراث العربي الإسلامي ، بل والتراث الإنساني عموما ، ندعوهم أن يمدوا لنا يد العون ، ونضم جهدنا البسيط إلى جهودهم لكي ننقذ معا ما يمكن إنقاذه من هذا الموروث الحضاري الثري ، المهدد بالضياع والتلف والفناء ...!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق